رأيت بالأمس كلباً ، لونه يشبه الكلب الذي بالصورة. لكن شكله كان مختلفاً. كان أعرج. هل رأيت كلبا أعرج؟!
جسمه ضعيف جداً، حتى أن عظم ظهره يبدو خارجا، وكأن حيوان مفترس قد انقض عليه، وبدأ في التهامه من ذيله، ثم تركه. فبقت عظامه هكذا بارزة تحكي بشاعة ما حدث.
التفت الكلب فرأيت جزءاً كبيراً من فمه ليس موجوداً. ما الذي حدث لهذا الكلب؟! هل دخل في عراك مع عدة كلاب، خسر فيها جزء من فكه، ومن عموده الفقري. ولم يتركوه إلا هكذا مشوها واعرج..؟!
كنت امشي بمحاذاته يفصل بيننا شارع 5 متر، عائداً من السوق. كان الكلب يمشي بعرجته تلك، وفمه المشوه، وظهره البارز. ثم توقف فجأة ؟؟
آه لقد رأى كلبا آخر، على بعد ثلاثين متراً، كلبا اسود كبير، وجسمه يبدو عليه النعمة، كان ضخما بالنسبة إليه.
عندما رآه الكلب المسكين، توقف مكانه، ينظر اليه ، واخذ يفكر: هل سيتركني هذا الحيوان وشأني؟ ثم التفت ناحيتي يفكر، ثم الى الناحية الاخرى يمعن في التفكير..
قرر أن يستمر في طريقه. قال: لن يفعل بي شيء ، عندما يراني على هذه الحالة المزرية، التي أنا عليها؛ فلربما رحمني، وتركني وشأني. نحن الكلاب فينا من تلك الأخلاق، التي لا تتحلى بها القطط، في الأخير نحن عندنا مبادئ.
استمر الكلب في مشيته، وانا اراقبه من بعيد، وان كنت قد تقدمت عليه قليلاً. لأنه كان يمشي بتكاسل وببطء. اعرج وخائف!
عندما التقى بالكلب الأسود، مشى الكلب الأسود من جواره، يفصل بينهما متر، لم يكلمه. فاعتبر الكلب الاعرج هذه الحركة؛ شهامة من الكلب الاسود، واحترمه جداً. هذا الكلب الشهم لن يضرني، بل ربما دافع عني! وقرر من ساعته أن يمشي خلفه. غيّر مساره، وبدا يمشي بعد الكلب الأسود. أمثال هؤلاء يجب أن نحتمي بهم!
هل بالغ صاحبنا في تقديره للكلب الأسود؟ لأنه بعد قليل، سمع كلبا آخر ينبح من بعيد محذراً الكلب الأسود من الاقتراب.
توقف الكلب الاعرج، ذو الفم المشوه مكانه..فكر ملياً هذه المرة. من الأفضل أن أستمر في طريقي، لا اريد حماية أحد!
اقرأ ايضاً :